واتخذ هذا القرار بعد ساعات من بدء عملية عسكرية إسرائيلية واسعة في قطاع غزة اطلق عليها اسم “الجرف الصامد” مع شن عشرات الغارات الجوية على القطاع.
وقال موقع صحيفة “يديعوت احرونوت” الالكتروني “صوتت الحكومة الامنية المصغرة على استدعاء نحو 40 الف جندي احتياط استعدادا لامكانية شن عملية برية على قطاع غزة كجزء من عملية الجرف الصامد”.
ورفض مسؤولون اسرائيليون التعليق على ذلك.
وكان المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي الجنرال موتي الموز قال في حديث لاذاعة الجيش سابقا “لقد تلقينا تعليمات من القيادة السياسية بضرب حماس بقوة”.
وكان مسؤول اسرائيلي كبير، اشترط عدم الكشف عن اسمه، أعلن لوكالة “فرانس برس” ان “الجيش يستعد لجميع السيناريوهات، بما في ذلك الاجتياح او شن عملية برية”.
واكد مسؤول آخر في وقت سابق أن الجيش تلقى تعليمات “بالتحضير لبدائل عسكرية مختلفة ليكون مستعدا إذا اقتضى الأمر”.
وبدأ سلاح الجو الاسرائيلي ليل الاثنين/ الثلاثاء عملية عسكرية جوية اطلق عليها اسم “الجرف الصامد” وشن عشرات الغارات الجوية على القطاع.
وقصفت اسرائيل عشرات الاهداف في قطاع غزة اليوم الثلاثاء لتكثف ما قالت انه قد يصبح هجوما طويل الامد على حركة المقاومة الاسلامية “حماس”، بعد تصاعد اطلاق الصواريخ الفلسطينية على بلدات اسرائيلية.
وفي اعقاب اندلاع أسوأ أعمال عنف على طول حدود غزة منذ الحرب التي استمرت ثمانية أيام في 2012 ، قال الجيش الاسرائيلي ان غزوا بريا للقطاع بات محتملا، لكنه ليس وشيكا، وحث المواطنين في دائرة قطرها 40 كيلومترا من الجيب الساحلي بالبقاء قرب الملاجئ.
وقال وزير الدفاع الاسرائيلي موشي يعلون في بيان “نستعد لمعركة ضد حماس لن تنتهي خلال بضعة أيام”. مضيفا “لن نتساهل مع اطلاق صواريخ على بلدات اسرائيلية ونحن على استعداد لتمديد العمليات بكل السبل التي في وسعنا من أجل مواصلة ضرب حماس”.
ونقل مصدر في مكتب رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو قوله “ينبغي على قوات الدفاع الاسرائيلية الاستعداد للاستمرار حتى النهاية. كل الخيارات مطروحة على الطاولة بما في ذلك التدخل البري”.
من جهته، ندد نبيل أبو ردينة الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية بالقرار الاسرائيلي بتوسيع الهجوم في قطاع غزة وقال “ان قرار حكومة الاحتلال توسيع عدوانها في غزة ومواصلة سياسة القمع والتنكيل والاستيطان في الضفة الغربية، هو بمثابة إعلان حرب شاملة على شعبنا ستتحمل الحكومة الاسرائيلية وحدها تبعاته وتداعياته”. مضيفا “ان قرار حكومة الاحتلال توسيع الحرب هو في ذات الوقت قرار بتدمير أي فرصة أمام التهدئة وادخال المنطقة في دوامة من العنف الدموي الذي سيحترق بنارها الجميع”.
وفي خبر متصل استشهد 28 فلسطينيا على الأقل وأصيب أكثر من 150 آخرين في غارات جوية إسرائيلية على قطاع غزة. من جانبها أعلنت كتائب عز الدين القسام الجناح المسلح لحماس أنها قصفت حيفا والقدس وتل أبيب بالصواريخ.
صواريخ الفصائل الفلسطينية طالت تل ابيب بعد فشل نظام القبة الحديدية في التصدي لعدد منها.
وقالت حركة حماس إنها استهدفت مدنا بينها القدس وحيفا والخضيرة التي تبعد عن غزة مئة كيلومتر.
وسارع الإسرائيليون إلى الملاجئ تحت دوي صفارات الإنذار وتحدثت تقارير عن إصابات طفيفة في صفوف المدنيين، وجاء الرد الإسرائيلي عنيفا.. عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في هجمات على قطاع غزة بل وتهديد بهجوم شامل طويل الأمد.
الغارات الجوية الإسرائيلية شملت رفح حيث منزل القيادي في كتائب القسام رائد العطار إضافة الى منزل محمد الصنوار القيادي في كتائب القسام في خان يونس فيما قتل قيادي في سرايا القدس مع أفراد أسرته في غارة جوية استهدفت منزله في بيت حانون شمال القطاع.
وتوعدت كتائب القسام الجناح العسكري لحماس من جانبها برد قاس على عملية الجرف الصامد استمرارا لما سمته عملية العاشر من رمضان.
إلا أن مصدراً مقرباً من الفصيل الفلسطيني المسلح أفاد بأن القسام لا ترفض مبدأ إعادة الهدوء إذا التزمت إسرائيل الهدنة وأطلقت سراح سجناء اعتقلتهم في الضفة الغربية الشهر الماضي.
بالمقابل أجازت الحكومة الأمنية الإسرائيلية المصغرة للجيش استدعاء 40 ألف جندي من الاحتياط ما جعل مسؤولين إسرائيليين يذهبون الى القول إن غزوا بريا للقطاع بات غير مستبعد داعين سكان البلدات التي تبعد حتى أربعين كيلومترا من الجيب الساحلي الى البقاء قرب الملاجئ.
العربية نت